السبت، 19 مارس 2022 - 12:25 م

تنتشر هذه الأيام ومع الإحتفال بعيد الأم رسالة عبر مواقع التواصل الإجتماعي ظاهرها العجب وباطنها التعجب !! تخبرنا الرسالة ان الله عز وجل أجل عذاب فرعون أربعين سنه لأنه كان بارا بأمه !! والهدف قد يكون دعوة لكل عاق لوالديه أن يقتدي بفرعون ! يالها من رسالة مضللة .. فما فائدة بر الوالدين لمن يدعي الربوبية ؟ على العاقل أن يفكر مليا ويعرف أن الكفر أعظم بلية، ولا تنفع معه أي طاعة !! وكيف تجتمع شدّة الكبر والجبروت مع شدة البر! هذا مع  تسليمنا أن العقوبة قد يعجلها الله تعالى وقد يؤخرها  لحكمة لا يعلمها إلا هو.. انظروا معي ما نتيجة "غضب الأم " بحق وحقيقي ..  عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن ها هنا غلاماً قد احتضر، يقال له: قل لا إله إلا الله، فلا يستطيع أن يقولها، قال: أليس قد كان يقولها في حياته؟ قالوا: بلى يا رسول الله، تساءل الرسول: فما منعه عند موته ؟ فجاءه النبي صلى الله عليه وسلم ولقنه كلمة التوحيد، فقال: لا أستطيعّ ! قال: ولم لا تستطيع ؟ قال: لعقوق أمي !  فأرسل إليها النبي صلى الله عليه وسلم فجاءت، فقال لها: أرأيت لو أن ناراً أججت فقيل لك إن لم تشفعي له قذفناه في هذه النار؟ قالت: إذن أشفع له.. فرضيت عنه وأشهدت على ذلك  ، فنطق بكلمة التوحيد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي أنقذه من النار" .. ليس بالأعياد والهدايا يكون البر سواء ان كانت الأم بيننا أو رحلت عنا ، فقط أسألوا أنفسكم قبل فوات الآوان .. ان ماتت الأم  فكلمة "أمي " حروف من ذهب ماذا يفيد النطق بها وصاحبها قد ذهب !  

[email protected]